يطلق على عدد الواحد في اللغة الأمازيغية أسماء كثيرة:
- yn
- yan
- yun
- yuwn
- yiwn
- yuk
- idj
- ijj
- idjn
- ijjn
وإذا كان الجذر واضحا في التسميات الأولى فإن التسميات الأخرى التي نجدها في الشمال تطرح تساؤلا وتجعلنا نعتقد أنها مخالفة للأولي في حين أنه نفس الجذر وإليكم التفسير:
جذر اسم الواحد باللغة الأمازيغية هو
yn : بالنسبة للمذكر
yt : بالنسبة للمؤنث
أما الصوائت التي نجدها وسط الجذر فهي زائدة كما يحدث مع حروف الجر باللغة الأمازيغية التي لها شكل مصغر وشكل مكثف في حال الاتصال بضمير:
vf = vif = vuf = xaf
dg = dig = day
sr = ZaR
s = si = ZaR
akd = akid
vr = var = vir = var
d = di = id
...
ونلاحظ أن الاختلاف يكون في الصائت الإقحامي الذي قد يكون أحد حروف العلة (u - a - i):
غير أنه تمكننا الاستعانة بطبيعة الصائت الإقحامي الذي نجده في صيغة الفعل التامة المنفية لاختيار الصائت الإقحامي الأساس والذي هو (i) كما في الأمثلة التالية:
- krz = kr(i)z / ur ikriz
- vjdm = vjd(i)m / ur tvjdim
- gn = gin / ur ngin
...
والسبب في ذلك هو الرغبة في تفادي الاستثقال وتخفيف النطق عن اللسان بحكم وجود سياق مهموس بدون صوائت. ومن ثم حصلنا على الصيغ التالية:
yn
y + a + n = yan
y + u + n = yun
بالنسبة للصيغ الطويلة ففيها الاستعانة بالصائت الإقحامي مع شبه الصامت - و - :
yuwn
yiwn
والاختلاف بين الصيغتين بسيط ومرده إلى صيرورة صياتية تسمى المخالفة، فاجتماع صوتين توأمين أحدهما صائت صريح (u) والآخر شبه صائت (w) يؤدي إلى استدعاء شبه الصائت المخالف الآخر والذي هو (i) وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، ومن ذلك:
ulli (état libre) : wulli (état d'annexion)
tcant wulli tuga
في بعض المتغيرات والمنطوقات نسمع الصيغة التالية:
ulli = willi
tcant willi tuga
رغم أن الحرف الاستهلالي للكلمة في حال الإرسال - حال حرة - تبتدئ بـ (u) وليس بـ (i)
والأمثلة كما قلت كثيرة:
- tizwuri = tizwiri (zwur ur d zwir)
- tawuri = tawiri
- takwut = tikwit
- yuwl = yiwl
- yuwD = yiwD
- yuwy = yiwy
- awtul = awtil
- wujjan = wijjan
- udi / wudi = widi
- ssuwd = ssiwd
...
أما بالنسبة للصيغة الثالثة (yuk) فهي تنطق مدغمة عند البعض إدغاما زائدا (yukk) كما تنطق الصيغة الأصل مدغمة عند البعض إدغاما زائدا (yuwwn) - مثل كلمات أخرى (tawuri/tawwuri) (tawukt / tawwukt) (wt / wwt) - تنطق بإدغام زائد لتسهيل النطق وربح الجهد النطقي، ومن المعلوم أن عند تشديد حرف الواو في الأمازيغية فغالبا ما يقلب:
ww = kk / wt / da ikkat / ar ikkat / kkat = wwat
ww = gg° / zwiv/ azwwav = azgg°av / iwl = awwal = agg°al
...
ومن ثم نحصل على الصيغة التالية:
- yuwn = yuwwn = yukkn
أما النون فقد سقطت ذلك أن صفتها الخيشومية تجعلها خفيفى فتسقط كما في العديد من الكلمات الأخرى من مثل:
- ur ss' = ur ssn
- a wi ss' = a wi ssnn ( a ma ayd issnn)
...
ومن ثم سقطت النون رغم أنها أصلية في الصيغتين:
yuk (yukk) = idjn (ijn / ijjn)
ومن ثم نحصل على الصيغة:
yuwn = yuwwn = yukkn = yukk (yuk)
والآن سانتقل بكم إلى صيغ الشمال ومصدر الجيم: إن هذه الجيم ناتجة الياء والسبب في ذلك علمي ومنطقي وليس عبثيا فالجيم والاء والشين هي حروف تشترك في المخرج الصوتي الذي هو الغار (palatale) فهذه الحروف هي حروف غارية، وهو ما يفسر أيضا أننا نقول:
- ijjuwn (idjuwn) = yuwn (tawant) بمعنى شبع
إذن نصل إلى النتيجة التالية:
y = j
ومن المعلوم أن حرف الجيم في العديد من المتغيرات الأمازيغية ينطق حرفا مزجيا وهي ظاهرة ليست خاصة باللغة الأمازيغية فحسب، والحروف المزجية في اللغة الأمازيغية وهي غير معتمدة كتابيا هي:
dj / tc / ts / dz
ومثال ذلك:
nkk = ncc = nttc
ziri = dziri (Algérie)
lh'ajj = lh'adj / ih'tajja = ih'tadja
tt = ts
...
ومن المعلوم أن المقطع فيه إدغام زائد يعرفه الصوت سواء أكان أصليا أو ناتجا عن مزج، وهكذا نحصل على النتيجة التالية:
y = j (jj) = dj = ddj
وإذا عدنا إلى الشكل الأساس للقيام بالتبديلات نحصل على ما يلي:
yn = jn (jjn / djn / ddjn)
yt = jt
ولتكسير السياق الصامت في اللغة الأمازيغية هناك طريقتان:
- الاستعانة بالصائت الإقحامي والذي قد يرد:
+ داخل الجذر : dk = dik / ss = sis
+ بداية الجذر : dk = idk / ss = iss
- الاستعانة بالإدغام.
وهو ما يفسر وجود الصائت الإقحامي (i) في بداية تسمية الواحد في متغيرات الشمال (ij / ijn / idj / idjn / ict).
ومن ثم نحصل على النتيجة:
yn = jn = ijn
yt = ct = ict
بقي لي أن أفسر سبب تحول الجيم إلى شين في صيغة المؤنث، والدارس لعلوم اللسانيات والصواتة يعرف أن الشين والجيم هما صوتان توأمان يشتركان في جميع الصفات ما عدا الهمس والجهر:
- ج = مجهور الشين
- ش = مهموس الجيم
وهما صوتان غاريان كما سبقت الإشارة إلى ذلك أعلاه. والأمثلة على التحول كثيرة:
- kjm = kcm
- jjfna = ccfna
- i3RRj = i3RRc
- lh'ajt = lh'act
...
وقد يكون التحول عكسيا وإن كان الأصل في غالب الأحيان هو تحول اللأصوات المفخمة نحو المرققة والمجهورة نحو المهموسة والمشفهة نحو غير المشفهة مع تسجيل الاستثناء.
كما أن تحول الحرف إلى آخر قد يكون ذاتيّ السبب أو بنيويّ السبب (يفسر تجاور المقاطع الصوتية، المماثلات) أي أن الصوت المجهور - ج - عندما يجاور أصواتا مهموسة فإن السياق الصياتي يستدعي مهموسه - ش - كما في الأمثلة التالية:
amqraj = (t)+amqraj+(t) = tamqract
lh'ajt / j + t = c + t = lh'act
jjfna / j + f = c + f = ccfna
...
فالأصوات - ت، ف، خ، ح... - هي أصوات مهموسة تطلب من - ج - استعاضة نفسه بتوأمه المهموس - ش - لتحقيق ما يسمى المماثلة في الهمس لتخفيف النطق وربح الجهد النطقي.
وهذا ما يفسر تحول الجيم إلى شين في صيغة المؤنث لكون الأول جاء متبوعا بتاء المؤنث والتي هي صوت مهموس:
yn = jn = ijn
yt = jt = ijt / j + t = c + t = ict
...
وهكذا يتبين لكم أن ما نعتبره اختلافا بين المتغيرات الأمازيغية ما هي إلا ظواهر لسنية وصواتية ممكنة التفسير، بدراستها يرفع التعجب ويدفع بالاتهام.
درس من دروس: حميد طالبي
...
tanmmirt!